فارس الرومانسيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
فارس الرومانسيه

فارس الرومانسيه

http://www.fareselromancia.eb2a.com/vb/

4 مشترك

    ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة

    bakar442
    bakar442
    عضو


    عدد المساهمات : 238
    تاريخ التسجيل : 08/05/2010
    العمر : 34

    ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة Empty ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة

    مُساهمة من طرف bakar442 الجمعة 14 مايو 2010, 2:07 am

    لقد كان لخليفة سيدنا رسول الله أبو بكر الصديقt مواقف ثبات في الإسلام تنشق منها الأرض وتخر لها الجبال, وتشرئب إليها الأعناق، ويتعجب منها العظماء...وهي أكبر دليل على حبه الشديد للحبيبe.


    يحبهم كل من صفت سريرته *** ويكرههم العميان والعــور

    ذكر الإمام ابن سعد في طبقاته والإمام ابن الجوزي في صفة الصفوة أن الصديق الأكبر رضي الله عنه شهد مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميع المشاهد، ولم يفته منها مشهد واحد، وثبت معه يوم أحد حين انهزم الناس, ودفع إليه النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم رايته يوم تبوك وكانت سوداء.

    قال الزمخشري رحمه الله: "إنه -أي أبو بكر الصديق-كان مضافا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأبد، فإنه صحبه صغيرا, وأنفق ماله كبيرا، وحمله إلى المدينة براحلته وزاده، ولم يزل ينفق عليه ماله في حياته، وزوجه ابنته، ولم يزل ملازما له سفرا وحضرا, فلما توفي صلى الله عليه وسلم دفنه في حجرة السيدة عائشة أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"([1">).

    قال ابن كثير رحمه الله:"ولم يختلف أهل السير في أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من المشاهد كلها"([2">).

    فمع المشاهد التي شهدها الصديق أبو بكر رضي الله عنه، أذكرها باختصار لنضعها في ميزان المحبة الصادقة للجناب الشريف صلى الله عليه وآله وسلم.



    1- الإسراء والمعراج:

    وكان للصديقy موقف مشهور من حادثة الإسراء والمعراج، حيث صدق به دون نقاش, فأنزل الله تعالى فيه مدحاً في القرآن: ( والذي جاء بالصدق وصدّق به).

    لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الإسراء والمعراج حدث قومه بذلك فكذبوه، وذهب الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه فقالوا له: "هل لك في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة "([3">).

    قال لهم: أوقد قال، إن كان قال فقد صدق وأصدقه في أبعد من ذلك "فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه, فهذا أبعد مما تعجبون منه.

    ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: نعم! قال: يا نبي الله فصفه لي...فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفه لأبي بكر, ويقول أبو بكر: صدقت أشهد أنك رسول الله كلما وصف له منه شيئا قال: صدقت أشهد أنك رسول الله حتى إذا انتهى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: وأنت يا أبا بكر الصديق، فيومئذ سماه الصديق"([4">).

    هذا البرهان الأول لحبه الشديد للحبيب صلى الله عليه وسلم.



    2-يوم الهجرة:

    لما أذن الله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم بالهجرة أخبر أبا بكر الصديق بذلك, ففرح أبو بكر رضي الله عنه, وقال وهو يبكي من شدة الفرح:"الصحبة يا رسول الله".

    ثم أعلن سيدنا أبو بكر yحالة الاستنفار في بيته, فأصبح بيته في حال طوارئ شاملة للتجهيز للرحلة ولِمراقبة حركة قريش ورد فعلهم, ولحماية سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمه نفسه وأهله في سبيله.

    "وفي هذه الرحلة المباركة كان أبو بكر الصديق نعم الصديق ونعم الرفيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا به يمشي ساعة أمام سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم ثم يمشي ساعة خلفه، ويلحظ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القلق على صديقه ورفيقه، فسأله عن ذلك فقال: يا رسول الله أذكر الطلب لك من قريش فأمشي خلفك, ثم أذكر الرصد فأمشي أمامك"([5">).

    قال الإمام الحسن البصري رضي الله عنه:"انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه"([6">).

    فلما دخل الصديق رضي الله عنه الغار بدأ يقطع من ثوبه ويسد الثقوب، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أقطعت ثيابك يا أبا بكر؟ قال:أخاف من شيء يؤذيك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    ومن هذا الموقف العظيم يتبين لنا أن الصديقy "أحب النبي صلى الله عليه وسلم حبا ملك عليه لُبَّهُ وفؤاده وجوارحه، حتى إنه يتمنى أن يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وولده وماله والناس أجمعين"([7">).



    3-أول خطيب في الإسلام:

    تقول الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا ألح أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: "يا أبا بكر إنا قليل".

    فلم يزل يلح حتى ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل وعشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين فضربوا في نواحي المسجد ضربا شديدا، ووطئ أبو بكر، وضرب ضربا شديدا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين، ويحرفها لوجهه، ونزَّ –أي:وثب- على بطن أبي بكر، ما يعرفُ وجهه من أنفه..."([8">).



    4-إنفاقه في سبيل الله:

    عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:"أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك مني مالاً، فقلت:اليوم أسبق أبا بكر -إن سبقته يوما- فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟"قلت: مثله.

    قال: وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟ "قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقك إلى شيء أبدا"([9">).

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معلقا على هذه الحادثة:" كان فعل الفاروق رضي الله عنه فيما فعله من المنافسة والغبطة مباحا، ولكن حال الصديق رضي الله عنه أفضل منه، لأنه خال من المنافسة مطلقا ولا ينظر إلى غيره"([10">).

    الصديق أبو بكر رضي الله عنه لا يرى أمامه إلا محبوبه، لا يلتفت إلى غيره... همه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشي والإصباح, وفي العسر واليسر, وفي الفرح والقرح, وفي النوم واليقظة, وفي الجهاد والسلم, وفي كل شيء.



    5- في غزوة بدر الكبرى:

    كانت غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة، وكان للصديق أبو بكر رضي الله عنه مواقف رجولية مشهورة، منها استشارة النبي صلى الله عليه وسلم للصديق رضي الله عنه في الحرب وقضية الأسرى وغيرها.. فأشار عليه برأي شجاع يدل على حبه الشديد للمصحوب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.



    6-في غزوة أحد:

    حيث زلزل المسلمون زلزالا شديدا وابتلوا ابتلاء صعبا، فما ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا القليل من أصحابه رضي الله عنهم.

    وكان الصديق أبو بكر رضي الله عنه ذا حنكة ورأي سديد، وكان رضي الله عنه من جملة الذين نزل فيهم قوله تبارك وتعالى:"الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم"([11">).



    8- في غزوة بني النضير، وبني المصطلق وفي الخندق، وفي بني قريظة:

    كان الصديق الأكبر رضي الله عنه حاضرا في هذه الغزوات حريصا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومدافعا عنه.



    9- في الحديبية:

    كان له موقف شجاع لما أرادت قريش أن تصد المسلمين عن الكعبة قال رضي الله عنه:"يا رسول الله خرجت عامدا لذا البيت لا تريد حربا أو قتل أحد، فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه"([12">).

    كما شارك رضي الله عنه في الحوار الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وقريش, كما وافق النبي صلى الله عليه وسلم في الصلح، رُغم أن بعض الصحابة رضي الله عنهم كانوا يرون في هذا الصلح إجحافا للمسلمين، لكن الصديق الأكبر رضي الله عنه وافق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا ينطق عن الهوى "إن هو إلا وحي يوحى" (النجم4).

    وفي سيرة ابن هشام أن الفاروق رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم معلنا معارضته لهذا الصلح وهذه الاتفاقية, وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله ولست أعصيه، وفي رواية: أنا عبد الله ورسوله لن أخالف أمره ولن يضيعني.

    قلت:أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فأخبرتك أنا نأتيه هذا العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومطوف به.

    قال عمر: فأتيت أبا بكر فقلت له: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أولسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ فقال أبو بكر للفاروق: الزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله وأن الحق ما أمر به، ولن يخالف أمر الله ولن يضيعه الله"([13">).

    هكذا كان جواب خليفى رسول الله الصديق أبو بكر رضي الله عنه موافقا لجواب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكن قد سمع جواب الحبيب عليه الصلاة والسلام، فكان رضي الله عنه قلبا وقالبا مع الحبيب صلى الله عليه وسلم، نال هذه الموافقة بحبه الشديد للجناب الشريف صلى الله عليه وسلم ؛ إذ المحبة تقتضي موافقة المحبوب في كل شيء في السر والجهر, والمنشط والمكره, وهكذا كان الصديق الكبير رضي الله عنه، وبهذه المحبة نال الصديقية والدرجات العلى في مقعد الصدق عند مليك مقتر.

    ومضت أيام، وجاء الفتح، فقال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه متحدثا عن الفتح العظيم الذي تم في الحديبية بعد تلك الاتفاقية التي أمضاها سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم:"ما كان فتح أعظم في الإسلام من فتح الحديبية، ولكن الناس يومئذ قَصُرَ رأيهم عما كان بين محمد وربه، والعباد يَعْجَلون، والله لا يعجل كعجلة العباد حتى يبلغ الأمور ما أراد"([14">).

    وعلى ذلك فقد كان"الصديق رضي الله عنه أسَدّ الصحابة رأيا وأكملهم عقلا"([15">).



    10- في غزوة خيبر وفي نجد وبني فزارة:

    كانت للصديق رضي الله عنه في هذه المشاهد مواقف سديدة موافقة لرأي الحبيب صلى الله عليه وسلم، سواء في المشورة او الاجتهاد أو غير ذلك.



    11- في عمرة القضاء:

    كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه من جملة من ذهب مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليعتمروا عمرة القضاء مكان عمرتهم التي صدهم المشركون عنها.



    12- -في سرية ذات السلاسل:

    في هذه السرية ظهر أن الصديق رضي الله عنه كان ذا مواقف متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم، وفي الحفاظ على أعمدة الدين وأسسه كالصلاة والزكاة والصوم...



    13-يوم الفتح:

    حيث جهز الصديق رضي الله عنه نفسه ليكون مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في هذه المَهَمة الكبرى، وثبت معه ثباتا لا نظير له، ودافع عن حوزة الإسلام أمام أبي سفيان لم يخف في الله لومة لائم.



    14- يوم حنين:

    كان رضي الله عنه من الصحابة الذين ثبتوا يوم حنين الذي لحقت فيه بالمسلمين هزيمة أول معركة جعلتهم يفرون من هول الفاجعة، إلا بعض الصحابة يتقدمهم الصديق الأكبر رضي الله عنه صبروا رُغم هول المفاجأة، فاستحقوا بذلك النصر ؛ فنصرهم الله نصرا عزيزا مؤزرا.

    فقد كان الصديق الأكبر ثاني اثنين وأول الخلفاء لخاتم الأنبياء محبا حقا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المحبة تعني نصرة الحبيب والثبات معه وتقديم الروح دونه، وهكذا كان ابن أبي قحافة رضي الله عنه في جميع المواقف والمشاهد، نعم المحب لنعم الحبيب.





    15- في الطائف:

    في حصار الطائف "وقعت جراحات في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وشهادة، ورفع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الطائف الحصار ورجع إلى المدينة، وممن استشهد من المسلمين في هذه الغزوة عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه رمي بسهم فتوفي منه بالمدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم"([16">).

    وعندما "قدم وفد ثقيف للمدينة ليعلنوا إسلامهم فما إن ظهر الوفد قرب المدينة حتى تنافس كل من أبي بكر والمغيرة على أن يكون هو البشير بقدوم الوفد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفاز الصديق رضي الله عنه بتلك البشارة"([17">).

    فالمحب دائما يبحث عن كل وسيلة تبشر محبوبه وتفرحه وتدخل السرور على قلبه، وهكذا تسابق الصديق الأكبر رضي الله عنه مع المغيرة ليبشر محبوبه بطلائع جديدة أتت لتبيع نفسها لله تعالى.



    16- تبوك:

    "أعطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لواءه الأعظم إلى أبي بكر رضي الله عنه"([18">).وفي هذه الغزوة أنفق الصديق الأكبر رضي الله عنه كل ماله في سبيل الله... وقد مرت معنا تلك القصة التي أراد الفاروق رضي الله عنه أن يسبق الصديق رضي الله عنه بإنفاق نصف ماله.

    وها هو الصديق رضي الله عنه يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على الحج سنة تسع هجرية يعلم الناس مناسكهم، وفي وقوفهم وإفاضتهم، ونحرهم ونفرهم، ورميهم للجمرات وسعيهم ...ليمهد الطريق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، "لأن المشركين كانوا يطوفون بالبيت عراة، والحبيب كره حالة المشركين هذه، وأمر الصديق رضي الله عنه يمهد له الطريق حتى لا يرى تلك المناظر، وفي هذه الحادثة نزلت سورة التوبة، وكانت حجة أبي بكر الصديق رضي الله عنه توطئة للحجة الكبرى وهي حجة الوداع"([19">).

    وقد نادى سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في الناس أن عهد الأصنام قد ولى وانقضى، وأن شمس الإسلام قد أشرقت فما على الناس إلا أن يستجيبوا لشرع الله تعالى، هكذا انتشر بين قبائل العرب يدعوهم إلى دين العدل والرحمة والمحبة والكرامة، فبعد هذه الجولة الدعوية بدأت القبائل ترسل وفودها معلنة إسلامها([20">).



    17-يوم وفاة الحبيبصلى الله عليه وسلم:

    لقد لازم سيدنا أبو بكرt سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، وحضر جميع غزواته، وكان حارسه الشخصي في بدر الكبرى رضي الله عنه. وبلغ من العلم والفضل والتقوى ما رجح به على الأمة جمعاء- رضي الله عنه وأرضاه- فقد كان تالياً لكتاب الله عز وجل، عارفاً بمعانيه, مدركاً لدلالته وأسراره وكنهه، ومن ذلك أنه كان يفتي في زمن سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم وفي مجلسه. ولما نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تبارك وتعالى: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) بكى سيدنا أبو بكرt، ولما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده )([21">) بكى سيدنا أبو بكر t لمعرفته أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بقرب أجله.

    وأمره سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي بالمسلمين عند مرضه، وكان الصحابة يعرفون فضله وقدره ومكانته وقربه من سيدنا رسول r لا ينازعه أحد بين يدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد توفي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطربت المدينة وزلزلت بأهلها, وأظلم عليهم نهارها, وهاج الناس وماجوا وافتقدوا أنفسهم, وأصبحوا في أمر مريج حتى إنهم لينكرون موته صلى الله عليه وسلم ويستبعدون وقوعه، لكن سيدنا الصديق كان رضي الله عنه أعلمهم بالله وأفهمهم لدينه, وأثبتهم في المحن والشدائد فقد توجه إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقبّله وحزن عليه حزناً شديداً, وقال:"واصفياه واحبيباه واخليلاه وانبياه ...طبت حيا وميتا يا رسول الله"، ثم توجه إلى المنبر يعلن للمسلمين حقيقة الوفاة بتلاوته لقوله تعالىSad وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم )(آل عمران144) ويفسر لهم هذا المفهوم بخطبة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)([22">). بهذه الروح العالية والفهم الثاقب والثبات المتناهي يعيد للصحابة y عقولهم, وللتائهين صوابهم, وللحائرين رشدهم.

    ولما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لمناقشة أمر الخلافة توجه أبو بكر إليهم وأجرى عليهم من علمه وفقهه وحواره الجاد ما زاح به خطراً يهدد كيان الأمة ووحدتها ؛ دعوة لله وحفظاً لدينه وأمته وعباده وبيضة الجماعة. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ y قَالَ لَمَّا قُبِضَ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ الْأَنْصَارُ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ, فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ, فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ"([23">).

    وبعد ذلك قام في الناس خطيبا ليعلن منهجه في الحكم أمام الناس، فوقف فيهم خطيبا وقال لهم:"أيها الناس، إني قد وليت عليكم ولست بخيركم..فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم..فالقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له..أيها الناس: ما ترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا".

    وهكذا أعلى الصديق الأكبر رضي الله عنه راية الشورى والعدل والجهاد من بداية عهده، وكأنه يشعر بخطر المرتدين الذين انتشروا في المجتمع الإسلامي انتشار النار في الهشيم بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    وبهذا الدستور اجتمع المسلمون حوله باذلين أموالهم وأنفسهم فداء للدين ولمحبة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم .

    رضي الله عن الصديق الأكبر؛ فقد بذل الغالي والنفيس في سبيل الدعوة إلى دين الإسلام ومحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم.



    *وصية سيدنا أبي بكر رضي الله عنه لسيدنا عمر رضي الله عنه:

    عن عبد الرحمن بن عبد الله بن ساباط قال: لما حضر أبا بكر الوفاة دعا عمر فقال: اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عملا بالنهار لا يقبله بالليل، وعملا بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى فريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في دار الدنيا, وحق لميزان لا يكون له إلا الحق أن يكون ثقيلا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل, وحق لميزان لا يكون فيه إلا الباطل أن يكون خفيفا.

    وإن الله ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم قلت إني أخاف أن لا ألحق بهم، وأن الله ذكر أهل النار وذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنها، فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء ليكون العبد راغبا راهبا لا يتمنى على الله ولا يقنط من رحمته. فإن أنت حفظت وصيتي فلا يك غائب أحب إليك من الموت ولست تعجزه"([24">).

    توفي رضي الله عنه لثمان خلين من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر ونصف.

    لقد كان الصديق الأكبر رضي الله عنه مقتفيا لأثر النبي صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة حتى في مماته، لما قرب أجله بدأ رضي الله عنه يسأل الناس ما اليوم؟ فقالوا: الاثنين. فقال: وأي يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: الاثنين، فقال: اللهم اجعلني أموت في ليلتي هذه. ثم قال: في أي شيء كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: في ثلاثة أكفان. فقال: أعدوا لي ثلاثة أكفان واجعلوا من يغسلني أسماء بنت عميس زوجتي، -وهذا تكريم للمرأة في الإسلام، فهي أول امرأة غسلت زوجها- فإن لم تستطع فليعنها أولادي. فغسلته كما أمرها رضي الله عنها، فكانت وفاته سنة 13 هجرية يوم الإثنين بعد عامين من وفاة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله سلم. وفي نفس العمر الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم (63 عاما)، ودفن في غرفة بنته الصديقة العفيفة النقية الطاهرة السيدة عائشة رضي الله عنها مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    هذه هي المحبة وإلا فلا. اتباع في كل شيء في الحياة والممات، لم ينس محبوبه حتى بعد وفاته، كان مقتفيا لنهجه في الحل والترحال، والمنشط والمكره فرضي الله عنه وأرضاه.



    *وخلاصة المرام في تحقيق المقام:

    إن المحبة تصنع العجائب، وترفع العبد مقاما عليا. عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، وباب الريان"، فقال أبو بكر: ما على هذا الذي يُدعى من تلك الأبواب من ضرورة، وقال: وهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر"([25">).

    وفي رواية ابن حبان من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أجل وأنت هو يا أبا بكر".

    ما السر الذي جعل الصديق الأكبر رضي الله عنه يدخل من أبواب الجنان كلها ؟ إنها محبته الشديدة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، دخل من باب المحبة ففتحت له جميع الأبواب، استكمل إيمانه لأنه محب صادق صِدِّيق.

    ولله در الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله القائل:


    وسوف يدعى المرء من أبوابها *** جمعا إذا وفى حلى الإيمان


    منهم أبو بكر هو الصديق ذا *** ك خليفة المبعوث بالقرآن.


    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    avatar
    moda_ez95
    عضو


    عدد المساهمات : 93
    تاريخ التسجيل : 24/05/2010

    ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة Empty رد: ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة

    مُساهمة من طرف moda_ez95 الإثنين 24 مايو 2010, 5:37 pm

    تسلم يابرنس ويارب كلنا ندخل الجنه
    *****
    *****
    عضو


    عدد المساهمات : 94
    تاريخ التسجيل : 24/05/2010
    العمر : 32
    الموقع : أينما يوجد الحـــــــــــــــب!!!!

    ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة Empty رد: ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة

    مُساهمة من طرف ***** الإثنين 24 مايو 2010, 9:08 pm

    يارب ندخل كلنا الجنه
    eljocker
    eljocker
    عضو


    عدد المساهمات : 91
    تاريخ التسجيل : 12/05/2010
    العمر : 32

    ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة Empty رد: ســــر دخــــول أبــو بــــكر الجنـــــــــة

    مُساهمة من طرف eljocker الأربعاء 07 يوليو 2010, 7:53 pm

    تسلم يابكار

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 07 مايو 2024, 11:47 pm